الخميس، 9 فبراير 2012
الشاعر السوري عماد الدين موسى: وراء كل نقد مهم ثمّة نص مهم
الشاعر السوري عماد الدين موسى:
وراء كل نقد مهم ثمّة نص مهم أيضاً..
الشعراء يعيشون في جحيم القرى النائية..
اثنين, 30/01/2012
أجرى الحوار: عمر سليمان
أينما وجدناه، ثمّة أحاديث حميمة عن الشِعر وشجونه، حتى في لقائه مع أولئك الناس العاديين، ولأجل إعادة ثقة القارئ بالشِعر أقام عدداً من الاحتفاليات الشِعرية في الأماكن العامة كالمقاهي ودور السينما والفنون.
الشاعر السوري عماد الدين موسى (مواليد 1981) صاحب ورئيس تحرير مجلة أبابيل، التي دأب على إصدارها منذ أكثر من ست سنوات وتعنى بالشِعر، أصدر حتى الآن ديوانين شِعريين هما (طائر القصيدة يرفرف في دمي 2001)، و(حياتي زورق مثقوب2011)، كما شارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات الشِعرية.
للحديث عن تجربته الإبداعية ومشروعه (أبابيل) كان هذا الحوار:
- يبدو شِعرُك مختلفاً، بعيداً عمّا يُكتب في قصيدتي التفعيلة أو النثر في سورية؟.
- - لا أكتب في درجة حرارة معينة، وما أكتبه مثلاً أثناء الظهيرة في الصيف أكثر بكثير مما أكتبه في الخريف أو الشتاء وحتى الربيع، الكتابة لا تحتاج إلى وقت معين بقدر حاجتها للخصوصية، وهذه الخصوصية هي جواز سفرها إلى القارئ، مع ذلك ما نكتبه اليوم يعتبر إضافة لما كُتِبَ من قبل، قلتُ إضافة لا إعادة كتابة.
أما عن الاختلاف فأعتقد أن نضوج النص وأهميته يأتيان من خصوصيته وهذا ما أريده.
- بمن تأثرت؟
- - الكتابة تحت تأثير نص إبداعي ما وفي مرحلة معينة، المرحلة الأولى مثلاً (مرحلة القلق أو عدم الاستقرار الإبداعي) شيء بدهي إلى أن تصبح لديك أدواتك الخاصة بك.
ورغم عدم إخفاء إعجابي حدّ التماهي بالنفّري وريلكه وشيركو بيكه س ويانيس ريتسوس وبرتولد بريخت وفيسلافا زيمبورشكا ومحمد عمران ووديع سعادة وسنية صالح وآخرون جدد وسابقاً سليم بركات ومحمود درويش. إلا أن التأثر أو التأثير ليس شأني إنما شأن النقد تقصي ذلك.
- أنتَ تجلس الآن وحيداً في غرفة خالية إلا من الشِعر، النافذة مُشرعة على ضوء لذيذ، وجه مَن مِن الشعراء تحب أن ترى من النافذة؟.
- - شعراء كثر يشاركونني عزلتي سواء من النافذة التي تقصدها أو من النافذة التي أوجدتها/ أتاحتها لنا العولمة (النت) ولا مجال لتعدادهم، شعراء كثر جداً أغلبهم إن لم يكن معظمهم من الجدد، أو لأقل شعراء ليس لديهم سوى مقاطع شِعرية كتبت هنا أو هناك على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، و(تويتر).
لكن يظل (تيد هيوز وغيلفيلك ومارينا تزفتييفا ولويس أراغون وغابرييلا ميسترال وسيرغي يسينن وسيلفيا بلاث ورياض الصالح الحسين ودعد حداد وأمل دنقل وشعراء من الصين واليابان) من أعود إليهم بين حين وآخر.
- كيف ترى الشعر العربي الذي يكتبه الشعراء السوريون الأكراد اليوم؟
- - لا يمكننا الحديث عن الشِعر الكردي المكتوب بالعربية دون التطرق إلى ما كتب باللغة الكردية، فوجود أسماء جيدة تكتب بالكردية وربما أهم مما كتب بالعربية يبعث على التفاؤل رغم عدم وجود مصادر كردية (من كتب ودواوين.. إلخ).
في المحصلة الشعر المكتوب باللغتين ابن البيئة نفسها ولا يمكننا فصل المكتوب باللغة (الكردية) عن المكتوب باللغة (العربية).
وجود أسماء قليلة (أو كثيرة لا مجال لتعدادها)، ولكنها حالة أكثر من صحية.
ليس شِعراً كل نص لا يضيف طاقة جديدة إلى اللغة، وما أضافه سليم بركات إلى اللغة العربية لم يضفه أي شاعر آخر حتى من رتبة أدونيس أو أنسي الحاج أو محمود درويش... أذكر هذه الأسماء لاشتغالها على اللغة أكثر من اشتغالها على النص والصورة الشِعرية.
- تُصدر مجلة (أبابيل) الشِعرية منذ أكثر من ست سنوات، حدثنا عن بدايات المجلة.
- - أبابيل ليست مجلة بقدر ما هي مدونة أو صحيفة أو نشرة أو كتاب جامع، وانطلاقتها جاءت لتهيئ فسحة للشِعر على الشبكة العنكبوتية، في الوقت الذي تزدان فيه الشبكة بالمنتديات (الأدبية) الكثيرة والبعيدة عن الإبداع بمعناه المتكامل.
ربما تبويب أبابيل جعلها تصنف كمجلة، إذ قسمت منذ البداية إلى عدة أقسام كـ(عالم صغير، أشجار عالية، قوارب الورق، وعائلة القصيدة)، وكذلك صدورها كل شهر على شكل عدد منفصل كان سبباً لوضعها في خانة المجلات الثقافية، عكس المدونات والمواقع الإلكترونية التي تضيف موادها يومياً دون ترتيب يذكر.
- صدرت مجلة أبابيل لفترة بشكل مطبوع، ما سبب عودتها إلى الإصدار الإلكتروني؟
- - صدور أبابيل كمطبوعة ورقية لم يوقف إصدارها الإلكتروني، رغم الروتين الذي عانيناه في المجال الورقي، غير الموجود أساساً في مجال عملنا على الإصدار الإلكتروني.
- في حين ظلت أبابيل محايدة للجميع ومهتمة بالجميع، ظل المشهد الشعري السوري يعاني من شللية واضحة، ومن تعدد في المنابر، هل خسرت أبابيل شيئاً بابتعادها عن هذه الشللية؟
- - الشللية تقتل المنبر وتجعله حكراً على أشخاص معينين، أغلب ما ينشر في أبابيل لا رابط بين مبدعها والمجلة سوى أحقيّة إخراج النص إلى الضوء.
خسرت أبابيل أناساً لا علاقة لهم بالإبداع، لذلك الخسارة هنا لاتهم بقدر ما هي خسارة من طرف واحد، يظن صاحبها أننا خسرناه، وهو الذي لا يملك شيئاً يستحق الذكر.
- كثيرون مرّوا على أبابيل وغابوا، هناك تنوع في الأسماء بشكل دائم، بحيث لا يحتكر المجلة أحد، هل هناك مشروع لإعادة إنتاج أعداد أبابيل على شكل ملفات تخدم النقاد ودارسي الشعر؟
- - التنوع وعدم تكرار الأسماء وفتح المجال للأسماء الجديدة سبب أساسي لاستمرار أبابيل.
أما عن إعادة أرشفة أبابيل فهي ضمن خطتنا الحالية بعد إطلاق النسخة الجديدة من موقعنا الإلكتروني، وكذلك أصبحت المجلة في متناول أكثر من 15000 قارئ من خلال توزيعها إلكترونياً لدى المكتبة الأكثر شهرة (مكتبة نيل وفرات).
=========
حبُّكِ على الأبواب كزائرٍ لا يُمَلّ
شعر عماد الدين موسى
(1)
كلما ذهبت الريحُ في اتجاهكِ
كلما تاهت الحمامة بلا سببكْ
كلما الشقائق أصغتْ لنومكِ
كلما النسيمُ...
كلما
كلما...
حبُّكِ الغابر على الأبوابِ
كزائرٍ
يصغي - خلسة - إلى حنينه.
كلما نأتْ الوجوه التي ألفناها
كلما ضاقتْ السبلُ
كلما
مطرٌ هو الحبّ...
حبّكِ
الذي
في الصيف بردٌ
وفي البرد أشدُّ من الحبّ.
كلما ذبلتْ حياتنا
كلما تذكّرَ المغني
كلما
كلما
الحبّ عربة يجرها حصانٌ...
لأنكِ... لأنكِ.
كلما الجهات غروبٌ
كلما الشرودُ على الأبوابِ
كلما النوافذ مشلولة
كلما
الحبّ يعوي في العراء
خلفكِ.
(2)
مثلما يصغي
مثلما يحلم
مثلما يمضي
مثلما ينشدُ ما نسي من طفولة
مثلما...
أشياء غامضةٌ
تحسسها
وهو ينظر في جهةٍ ما
يجهلها.
مثلما طلقة طائشة
مثلما أخطأت الهدف
مثلما...
الحبّ
الذي
من
طرفِكْ.
(3)
من يدرك أخطاءنا
من يتركنا دون ذكرى
من ينظرُ في المرآة
من يموت من شدّة النظر.
(4)
يا أبي
الوجوه التي ألفناها، نهجرها
والبيوت التي هجرناها، تركنا- في ثناياها - وجوهنا
حتى الخيط الذي يربطنا
إلى كوّة الماضي
نسيناهُ كعدوّ.
من يقطف الحزن
من يصوّب أغنية
من يمتحن الألم
يا أبي
السياج لا تحمي البيوت،
وحدها القطط تدرك ذلك.
الثلج ...
من يمنح الثلج كل هذا الدفء،
الربيع يخون أزهار الخريف / على مرأى الشتاء
والصيف ينامُ مرتعباً مثل خلدٍ ذو أجنحة لا تُعَدُّ.
يا أبي
سنمضي
- كما أتينا -
إلى بلادٍ لا تسمّى
ونترك الوجوه الوسنة
كما تركنا طفولتنا
قرب نهر يرجم القوارب،
والحياة التي صادفتنا عند مفترق
لن نتذكّرها أبداً.
وراء كل نقد مهم ثمّة نص مهم أيضاً..
الشعراء يعيشون في جحيم القرى النائية..
اثنين, 30/01/2012
أجرى الحوار: عمر سليمان
أينما وجدناه، ثمّة أحاديث حميمة عن الشِعر وشجونه، حتى في لقائه مع أولئك الناس العاديين، ولأجل إعادة ثقة القارئ بالشِعر أقام عدداً من الاحتفاليات الشِعرية في الأماكن العامة كالمقاهي ودور السينما والفنون.
الشاعر السوري عماد الدين موسى (مواليد 1981) صاحب ورئيس تحرير مجلة أبابيل، التي دأب على إصدارها منذ أكثر من ست سنوات وتعنى بالشِعر، أصدر حتى الآن ديوانين شِعريين هما (طائر القصيدة يرفرف في دمي 2001)، و(حياتي زورق مثقوب2011)، كما شارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات الشِعرية.
للحديث عن تجربته الإبداعية ومشروعه (أبابيل) كان هذا الحوار:
- يبدو شِعرُك مختلفاً، بعيداً عمّا يُكتب في قصيدتي التفعيلة أو النثر في سورية؟.
- - لا أكتب في درجة حرارة معينة، وما أكتبه مثلاً أثناء الظهيرة في الصيف أكثر بكثير مما أكتبه في الخريف أو الشتاء وحتى الربيع، الكتابة لا تحتاج إلى وقت معين بقدر حاجتها للخصوصية، وهذه الخصوصية هي جواز سفرها إلى القارئ، مع ذلك ما نكتبه اليوم يعتبر إضافة لما كُتِبَ من قبل، قلتُ إضافة لا إعادة كتابة.
أما عن الاختلاف فأعتقد أن نضوج النص وأهميته يأتيان من خصوصيته وهذا ما أريده.
- بمن تأثرت؟
- - الكتابة تحت تأثير نص إبداعي ما وفي مرحلة معينة، المرحلة الأولى مثلاً (مرحلة القلق أو عدم الاستقرار الإبداعي) شيء بدهي إلى أن تصبح لديك أدواتك الخاصة بك.
ورغم عدم إخفاء إعجابي حدّ التماهي بالنفّري وريلكه وشيركو بيكه س ويانيس ريتسوس وبرتولد بريخت وفيسلافا زيمبورشكا ومحمد عمران ووديع سعادة وسنية صالح وآخرون جدد وسابقاً سليم بركات ومحمود درويش. إلا أن التأثر أو التأثير ليس شأني إنما شأن النقد تقصي ذلك.
- أنتَ تجلس الآن وحيداً في غرفة خالية إلا من الشِعر، النافذة مُشرعة على ضوء لذيذ، وجه مَن مِن الشعراء تحب أن ترى من النافذة؟.
- - شعراء كثر يشاركونني عزلتي سواء من النافذة التي تقصدها أو من النافذة التي أوجدتها/ أتاحتها لنا العولمة (النت) ولا مجال لتعدادهم، شعراء كثر جداً أغلبهم إن لم يكن معظمهم من الجدد، أو لأقل شعراء ليس لديهم سوى مقاطع شِعرية كتبت هنا أو هناك على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، و(تويتر).
لكن يظل (تيد هيوز وغيلفيلك ومارينا تزفتييفا ولويس أراغون وغابرييلا ميسترال وسيرغي يسينن وسيلفيا بلاث ورياض الصالح الحسين ودعد حداد وأمل دنقل وشعراء من الصين واليابان) من أعود إليهم بين حين وآخر.
- كيف ترى الشعر العربي الذي يكتبه الشعراء السوريون الأكراد اليوم؟
- - لا يمكننا الحديث عن الشِعر الكردي المكتوب بالعربية دون التطرق إلى ما كتب باللغة الكردية، فوجود أسماء جيدة تكتب بالكردية وربما أهم مما كتب بالعربية يبعث على التفاؤل رغم عدم وجود مصادر كردية (من كتب ودواوين.. إلخ).
في المحصلة الشعر المكتوب باللغتين ابن البيئة نفسها ولا يمكننا فصل المكتوب باللغة (الكردية) عن المكتوب باللغة (العربية).
وجود أسماء قليلة (أو كثيرة لا مجال لتعدادها)، ولكنها حالة أكثر من صحية.
ليس شِعراً كل نص لا يضيف طاقة جديدة إلى اللغة، وما أضافه سليم بركات إلى اللغة العربية لم يضفه أي شاعر آخر حتى من رتبة أدونيس أو أنسي الحاج أو محمود درويش... أذكر هذه الأسماء لاشتغالها على اللغة أكثر من اشتغالها على النص والصورة الشِعرية.
- تُصدر مجلة (أبابيل) الشِعرية منذ أكثر من ست سنوات، حدثنا عن بدايات المجلة.
- - أبابيل ليست مجلة بقدر ما هي مدونة أو صحيفة أو نشرة أو كتاب جامع، وانطلاقتها جاءت لتهيئ فسحة للشِعر على الشبكة العنكبوتية، في الوقت الذي تزدان فيه الشبكة بالمنتديات (الأدبية) الكثيرة والبعيدة عن الإبداع بمعناه المتكامل.
ربما تبويب أبابيل جعلها تصنف كمجلة، إذ قسمت منذ البداية إلى عدة أقسام كـ(عالم صغير، أشجار عالية، قوارب الورق، وعائلة القصيدة)، وكذلك صدورها كل شهر على شكل عدد منفصل كان سبباً لوضعها في خانة المجلات الثقافية، عكس المدونات والمواقع الإلكترونية التي تضيف موادها يومياً دون ترتيب يذكر.
- صدرت مجلة أبابيل لفترة بشكل مطبوع، ما سبب عودتها إلى الإصدار الإلكتروني؟
- - صدور أبابيل كمطبوعة ورقية لم يوقف إصدارها الإلكتروني، رغم الروتين الذي عانيناه في المجال الورقي، غير الموجود أساساً في مجال عملنا على الإصدار الإلكتروني.
- في حين ظلت أبابيل محايدة للجميع ومهتمة بالجميع، ظل المشهد الشعري السوري يعاني من شللية واضحة، ومن تعدد في المنابر، هل خسرت أبابيل شيئاً بابتعادها عن هذه الشللية؟
- - الشللية تقتل المنبر وتجعله حكراً على أشخاص معينين، أغلب ما ينشر في أبابيل لا رابط بين مبدعها والمجلة سوى أحقيّة إخراج النص إلى الضوء.
خسرت أبابيل أناساً لا علاقة لهم بالإبداع، لذلك الخسارة هنا لاتهم بقدر ما هي خسارة من طرف واحد، يظن صاحبها أننا خسرناه، وهو الذي لا يملك شيئاً يستحق الذكر.
- كثيرون مرّوا على أبابيل وغابوا، هناك تنوع في الأسماء بشكل دائم، بحيث لا يحتكر المجلة أحد، هل هناك مشروع لإعادة إنتاج أعداد أبابيل على شكل ملفات تخدم النقاد ودارسي الشعر؟
- - التنوع وعدم تكرار الأسماء وفتح المجال للأسماء الجديدة سبب أساسي لاستمرار أبابيل.
أما عن إعادة أرشفة أبابيل فهي ضمن خطتنا الحالية بعد إطلاق النسخة الجديدة من موقعنا الإلكتروني، وكذلك أصبحت المجلة في متناول أكثر من 15000 قارئ من خلال توزيعها إلكترونياً لدى المكتبة الأكثر شهرة (مكتبة نيل وفرات).
=========
حبُّكِ على الأبواب كزائرٍ لا يُمَلّ
شعر عماد الدين موسى
(1)
كلما ذهبت الريحُ في اتجاهكِ
كلما تاهت الحمامة بلا سببكْ
كلما الشقائق أصغتْ لنومكِ
كلما النسيمُ...
كلما
كلما...
حبُّكِ الغابر على الأبوابِ
كزائرٍ
يصغي - خلسة - إلى حنينه.
كلما نأتْ الوجوه التي ألفناها
كلما ضاقتْ السبلُ
كلما
مطرٌ هو الحبّ...
حبّكِ
الذي
في الصيف بردٌ
وفي البرد أشدُّ من الحبّ.
كلما ذبلتْ حياتنا
كلما تذكّرَ المغني
كلما
كلما
الحبّ عربة يجرها حصانٌ...
لأنكِ... لأنكِ.
كلما الجهات غروبٌ
كلما الشرودُ على الأبوابِ
كلما النوافذ مشلولة
كلما
الحبّ يعوي في العراء
خلفكِ.
(2)
مثلما يصغي
مثلما يحلم
مثلما يمضي
مثلما ينشدُ ما نسي من طفولة
مثلما...
أشياء غامضةٌ
تحسسها
وهو ينظر في جهةٍ ما
يجهلها.
مثلما طلقة طائشة
مثلما أخطأت الهدف
مثلما...
الحبّ
الذي
من
طرفِكْ.
(3)
من يدرك أخطاءنا
من يتركنا دون ذكرى
من ينظرُ في المرآة
من يموت من شدّة النظر.
(4)
يا أبي
الوجوه التي ألفناها، نهجرها
والبيوت التي هجرناها، تركنا- في ثناياها - وجوهنا
حتى الخيط الذي يربطنا
إلى كوّة الماضي
نسيناهُ كعدوّ.
من يقطف الحزن
من يصوّب أغنية
من يمتحن الألم
يا أبي
السياج لا تحمي البيوت،
وحدها القطط تدرك ذلك.
الثلج ...
من يمنح الثلج كل هذا الدفء،
الربيع يخون أزهار الخريف / على مرأى الشتاء
والصيف ينامُ مرتعباً مثل خلدٍ ذو أجنحة لا تُعَدُّ.
يا أبي
سنمضي
- كما أتينا -
إلى بلادٍ لا تسمّى
ونترك الوجوه الوسنة
كما تركنا طفولتنا
قرب نهر يرجم القوارب،
والحياة التي صادفتنا عند مفترق
لن نتذكّرها أبداً.
الأربعاء، 8 فبراير 2012
وقفتُ إلى جانب البئر \مبارك وسّاط
وإذا بِي على الشاطئ، أمامي السَّحَرة، صهدُ عيونهم حَوّلَ بيوتا عديدة إلى دخان. العالَمُ رهيب، يكرّرون، فتنشبُ حروب في سيقان ويتساقطُ نُخاع شَوْكِيٌّ كثير في صحون الباذنجان المقليّ وتشتدُّ آلامُ كل هائم... وها أنا، من جديد، أمرّر يدي على سنَام المنضدة، وَأُدْرِك أنِّي لن أذهبَ غدا لرؤية عظام جدّي، وأنَّك ستصفينني بالكسول، بالعبثيّ، بالتّائه الأبدي. أحيانًا، تكون ماضيا فـي طريقك، فإذا بنحلةٍ تعترض سبيلِك، تتمدَّد أمامك في عرض الشارع، فتبقَى واقفا فوق ضَحتك، وَيُحيّيك صديقٌ يوناني يَبْذر قمح الإلياذة في أثلام كفِّه اليُسرى.ـ
سألتِـني مرة هل أخاف النَّحلة وهل تُزعجني قرقعة عظامك أثناء النوم. حدث ذلك ليلةَ شابَ القمر. خرجْنا معا لنسحبَ البساط من تحت أقدام الخريف، الذي اتّهَمَنَا بالتَّحَمُّس لآهاتٍ تدفَعُ الملائكة إلى الانتحار. ثـم استحممْنا، ومضينا إلى الحديقة، فوقفتُ إلى جانب البئر التي تحلم واقفةً. و إذا بي جنب البَحر، فهل كنتُ أحاول أن أنتحر، أم أنّي، فحسب، كنت أبحث عن السّحلية التي غارتْ في رائحة العسل؟
وكان الألم يتساقط- مُوهِما أنّه مطر-على حَدَبةِ منضدة، في الغرفة، حيــثُ صورتي وأنا أمشي على الشاطئ. ويتساقطُ، أيضًا، على ملامس البيانو. موسيقى، موسيقى، فلامنكو، تماما مثلما حدث ليلةَ شاب القمر. وفي الصّباحِ المُوالي جاءتْنا مـن إسبانيــا جرادة،ـ
وحَطَّتْ على كتفِ أحدهم.ـ
لا جدوى من الموتى
إلى روح المفكر فايز محمود
أنا الآن أقل غربة
أقل موتا
وأكثر وجعا
يرافقني صوتي
تحت التراب
ويحتل عظامي
ذلك الإله الصغير
أموت من الحلم
وهو كنجم يلمع في فراغي
يقدم لي خبزا
وبعض البكاء
لكن أياديهم اغتالتني؟
وتوضؤا بعظامي
ثم رقصوا على آلامي
وجراحي
وقهقهوا كثيرا
كثيرا
كلما أمطرت من عيناي غيمة
**
هؤلاء الموتى لا جدوى منهم
لا جدوى بتاتا
حين يبكي العصفور
يدخل الشتاء قلوبهم
وتجف الاشجار بداخلهم
فما جدوى تلك الأوراق اليانعة في هذا الشتاء؟
ما جدوى أن تفكر بدمك
وهم يملؤون كؤوس الحزن بنبيذ خوائهم؟
**
لا يجب أن نبكي كلما مات فينا حلم
علينا أن نصمت
وننتحب على نجوم تذبل في نومنا
**
علينا أن نموت في صمت
علينا أن نموت
أن نموت فقط
ثم نهدي أطفالنا للوجع
ندججهم بالوصايا الباهتة
عليهم أن لا يحلموا كثيرا
عليهم أن يقوموا بدور الكومبارس جيدا
وأن يعلقوا أعينهم الحزينة
على جدار المسرحية
**
كانت عينيّ سماء قزحية
لم ترى غير حلم ساكن في بؤبؤ القلب
أما بركان التراب
فكان هدية من الأصدقاء
**
رقصة الألم تجتذب الكثيرين من الناس
كل واحد يستهويه
استنشاق عذاباتي
فلا تخلو الجماجم من الفقاعات
**
ظل الألم يداعبني
و المساء هجر أوردتي
باعوا قلبي إلى دكان رخيص
تهافت الفقراء على قلبي
أشعلوني قنديلا
لسهراتهم
تناثر دمي
على وجوه الموتى
فقلبي ليس بلد العجائب
قلبي شجر يشيخ
كلما منعوا عنه قطرة ماء؟
**
ماذا بقي لي من الحزن في هذه المدينة؟ ..
تحولت السماء لقبو صدئ
وأصاب الذاكرة ثقب عميق
**
كانت لي
تفاصيل صغيرة
وكان لي
بعض الشمس
وبعض المطر
كانت لي غيمة
وقطعة خبز
وبعض البرتقال
كان لي بعض البكاء
وبعض الضحك
وبعض الاصدقاء
لكنهم باعوا دمي لعابر سبيل
أنا الآن أقل غربة
أقل موتا
وأكثر وجعا
يرافقني صوتي
تحت التراب
ويحتل عظامي
ذلك الإله الصغير
أموت من الحلم
وهو كنجم يلمع في فراغي
يقدم لي خبزا
وبعض البكاء
لكن أياديهم اغتالتني؟
وتوضؤا بعظامي
ثم رقصوا على آلامي
وجراحي
وقهقهوا كثيرا
كثيرا
كلما أمطرت من عيناي غيمة
**
هؤلاء الموتى لا جدوى منهم
لا جدوى بتاتا
حين يبكي العصفور
يدخل الشتاء قلوبهم
وتجف الاشجار بداخلهم
فما جدوى تلك الأوراق اليانعة في هذا الشتاء؟
ما جدوى أن تفكر بدمك
وهم يملؤون كؤوس الحزن بنبيذ خوائهم؟
**
لا يجب أن نبكي كلما مات فينا حلم
علينا أن نصمت
وننتحب على نجوم تذبل في نومنا
**
علينا أن نموت في صمت
علينا أن نموت
أن نموت فقط
ثم نهدي أطفالنا للوجع
ندججهم بالوصايا الباهتة
عليهم أن لا يحلموا كثيرا
عليهم أن يقوموا بدور الكومبارس جيدا
وأن يعلقوا أعينهم الحزينة
على جدار المسرحية
**
كانت عينيّ سماء قزحية
لم ترى غير حلم ساكن في بؤبؤ القلب
أما بركان التراب
فكان هدية من الأصدقاء
**
رقصة الألم تجتذب الكثيرين من الناس
كل واحد يستهويه
استنشاق عذاباتي
فلا تخلو الجماجم من الفقاعات
**
ظل الألم يداعبني
و المساء هجر أوردتي
باعوا قلبي إلى دكان رخيص
تهافت الفقراء على قلبي
أشعلوني قنديلا
لسهراتهم
تناثر دمي
على وجوه الموتى
فقلبي ليس بلد العجائب
قلبي شجر يشيخ
كلما منعوا عنه قطرة ماء؟
**
ماذا بقي لي من الحزن في هذه المدينة؟ ..
تحولت السماء لقبو صدئ
وأصاب الذاكرة ثقب عميق
**
كانت لي
تفاصيل صغيرة
وكان لي
بعض الشمس
وبعض المطر
كانت لي غيمة
وقطعة خبز
وبعض البرتقال
كان لي بعض البكاء
وبعض الضحك
وبعض الاصدقاء
لكنهم باعوا دمي لعابر سبيل
نشرة دعائية
الشاعرة البولونية الراحلة فيسوافا شيمبورسك
أنا حبة مسكن
أعمل في الشقة
أثمر في الدائرة
أجلس في الامتحان
أقف في المرافعة
بتمعن أرمم الأواني المكسورة
لا تستعمل إلاي
ذوبني تحت لسانك
فقط ابتلعني
إشرب الماء بعدي
أعرف ما أفعله مع التعاسة
أعرف كيف يمكن تحمل الأقاويل
أعرف كيف أقلل من الظلم
كيف أوضح غياب الإله
كيف أختار قبعة جنائزية تناسب الوجه
ماذا تنتظر؟
ثق بالرحمة الكيمائية
لا زلت صغيراً (صغيرة)
لا بد لكَ (لكِ) من التماسك بطريقة ما
من قال:
إن الحياة يجب أن تعاش بشجاعة؟
سلمني انهيارك
وسوف أبدده بالنوم
ستكون ممتناً (ممتنة) لي
لسقوطك على القوائم الأربع
بعني روحك
لن تجد مشترياً آخر
لم يعد يوجد شيطان آخر.
أنا حبة مسكن
أعمل في الشقة
أثمر في الدائرة
أجلس في الامتحان
أقف في المرافعة
بتمعن أرمم الأواني المكسورة
لا تستعمل إلاي
ذوبني تحت لسانك
فقط ابتلعني
إشرب الماء بعدي
أعرف ما أفعله مع التعاسة
أعرف كيف يمكن تحمل الأقاويل
أعرف كيف أقلل من الظلم
كيف أوضح غياب الإله
كيف أختار قبعة جنائزية تناسب الوجه
ماذا تنتظر؟
ثق بالرحمة الكيمائية
لا زلت صغيراً (صغيرة)
لا بد لكَ (لكِ) من التماسك بطريقة ما
من قال:
إن الحياة يجب أن تعاش بشجاعة؟
سلمني انهيارك
وسوف أبدده بالنوم
ستكون ممتناً (ممتنة) لي
لسقوطك على القوائم الأربع
بعني روحك
لن تجد مشترياً آخر
لم يعد يوجد شيطان آخر.
حمزة كاشغري
في يوم مولدك سأقول أنني أحببت الثائر فيك . لطالما كان ملهما لي، وأنني لم أحب هالات القداسة . لن أصلي عليك…
في يوم مولدك أجدك في وجهي أينما اتجهت ، سأقول أنني أحببت أشياء فيك ، وكرهت أشياء .. ولم أفهم الكثير من الأشياء الأخرى!
في يوم مولدك لن أنحني لك .. لن أقبل يديك ، سأصافحك مصافحة الند للند . وابتسم لك كما تبتسم لي ، وأتحدث معك كصديق فحسب .. ليس أكثر .
في يوم مولدك أجدك في وجهي أينما اتجهت ، سأقول أنني أحببت أشياء فيك ، وكرهت أشياء .. ولم أفهم الكثير من الأشياء الأخرى!
في يوم مولدك لن أنحني لك .. لن أقبل يديك ، سأصافحك مصافحة الند للند . وابتسم لك كما تبتسم لي ، وأتحدث معك كصديق فحسب .. ليس أكثر .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)