وَحْدَهُ قلبي تَحَمّلَ حُزْنا وفيرا
كانَ يَنوحُ
وَتَمْشي في ساحاتِه الدّموع تِبَعا
وكأنّها جَيْشٌ يَغْزو وَرَيدي
****
كَشَفَ كلّ قارات الحبِّ المُؤلِمَة
وعاد مَكْسور الشِراع
***
عَلى أرْصِفَة المَوانئ رتَّبَ قَناديلَ الحُبْ
لَبِسَ قُفّازا أسْوَدا حِدادا عَلى الرّحْلَة
واسْتَسْلَم للصّدمَاتْ
***
قَلْبي الذي طَهَرَتْهُ السّماء
يحِنُّ لِصّوتِ المَطَرْ
يَلْتَقِطُ أغْنِيَةً كانَتْ تُلقيها حبّاتُ البّرَد
ثمّ يَقْضِمُ شَرائِحَ لَذيذَة مِنْ قَوْسِ قُزَحْ
يَلْهَثُ وراءَ الفُصول
التي تَرْكُضُ كالغَزالْ
ولا تَأبَهُ لأثارِ الدّمارِ عَلى وَجْهِهْ
***
كان الحُبُّ عاصِفَة هَوْجاء
تَرَكَتْهُ مُلْقىً عَلى الشّواطئ
تَتْبَعُهُ النّوارِس الجَوْعى
وَهُوَ يُلَمْلِمُ أشْلاءَهُ كَيْ لا تَبْتَلِعَها
***
قَلْبي الذي حَلُمِ بِثَوْرَةٍ رَقيقَة
حَمّلَ رُسُلَهُ
رائِحَةُ الخُزامى
نامَ يَحْلُمُ بالشَّمْس
فَصَدَمَتْهُ أمْكِنَةْ
لا تمْلِكُ مَذاق الصَّباحات
ولا أحْزانُ الصّلاة
***
قَلبي
أصْبَحَ كَالأرْض الصّلْعاء
أصْبَحَ كَالأرْض الصّلْعاء
أحْيانا يَتَحَوّلُ إلى كَلبٍ يَعْوي
وَأحْيانا أخْرى إلى نهار صَيْفي
يَحتَرقُ عِنْدَ الهجيرةْ
***
قَلبي الذي أنْهَكَتْهُ المَحَطّات
قَرّرَ أن يَجْمَعَها في جَيْبِ بِنْطالِهِ القَديم…وقَبْلَ أنْ يُغادِرْ
يُعَلّقها على مِسْمار فِكْرِةٍ لا تَنْفَعُ لِشَيْء
كيْ تَقْتَرِف ما طابَ لها مِنْ جِراحٍ وَأكْثَر
***
قلبي حَديقَة واسِعَة
فيها أشْرَبُ قَهْوَتي المُفَضّلَة
ألقي بِكَسَلي الصّباحي
أسْقي عُشْبَها بماء قَصائِدي
ثمّ أرَتّبُ طُقوسي المُعْتادة
وأهيمُ عَلى وَجَعي
***
في المَساءِ ألقي بِكلّ الطّقوس
في نفايات الوَقْت
وألعنُ أشكالَ الحُبِّ المنْتَشِرِ في الشّوارع
والأغاني المُبْتَذَلَة
والأرْصِفَة والحانات التّي تَبْتَلِعُني
كهَذا المساء
***
أرَقِّمُ خَيْباتي!
وَأصابُ بالذّهولْ!
كمْ هِيَ وَفيرَة!
ولِأتَخَلّصَ مِنْها…
أضَعُها في بَريدي الخاصْ
ثم أبْعَثُ بِها إلى مَجْهولْ
***
حينَ يشْتاقُ قَلبي إلى الحبّ
أرَمِّمُ أشعاري
وأحَوّلهُ إلى حارَةٍ تَعُجُّ بالفُقَراء
أقْتَرِحُ عَلى جيراني
أصْدقائي وعَصافير حَديقتي، أطفالي
وغُرَف بَيْتي ونَوافِذي
أنْ يَقْضوا وَقْتا مُمْتِعا
في أرْجاءِ قَلْبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق