الأحد، 30 مارس 2014

عمر أمرير في مشارف

  • المجتمع
    الأمازيغي كان مجتمعا ديموقراطيا وقوانينه كانت متطورة وأكثر إنسانية من
    القوانين المعمول بها في المغرب الآن وكان مجتمعا يحترم المرأة ....لقاء
    مهم مع الباحث الأمازيغي عمر أمرير حول الديموقراطية في المجتمع الأمازيغي

رديئة

ها أنا
تَعلمْتُ كيفَ أكونُ رديئةْ
وكيفَ أكتُبُ اسْمي
وقَصيدَتي
عَلى جِدارِ حِكايةٍ
قَديمَةٍ
وأتّهِمُ نَفسي بالحُزنْ
وأبْكي
أبْكي
وأتَذَكرُ مَوتي بَيْنَ أوْراقِها
وأنّها السبَبُ في جِراحي
كيفَ انْطلتْ عليّ
فِكرَتُها البائِسةْ؟
فَقرّرتُ
أنْ أقْصمَ ظَهْرَ الألمِ
وألْقيهِ في قاعِ البِئْرِ التي 
حَفَرْتُها بِداخِلي
كيفَ أوهِمُ الآخرينَ أنّني
حَمَلتُ حُزنَهُمْ
وتَدَرّبتُ عَلى تَلقّي
جِراحهمْ
بَدلاً عَنهمْ؟
ثمّ أفَسرُ لهُمْ كيفَ ماتَتْ تِلكَ الشّجرَةُ
في قَلبي!
دون أن أحسَّ بالخجلْ
ولكيْ أقرّبَ المَسافَةَ بينَنا
أحملُ ثِمارَ الحُزْنِ
 إلى رُكن
في الحَديقةْ
وأقولُ لهمْ: هذهِ جِراحي التي
كانتْ في صَدري
أشْعِلوها
واحْرقوا أحاسيسي
ثمّ أحمِلُ سُخْريَتي
وأغادِرْ
عندَ الصباحْ
أجدُ حُطامَ دُموعٍ
بالقُربِ منْ قَصائدي!
يَقولُ عامِلُ النفاياتِ الطيبْ:
هَذا الرّمادُ بَقِيةٌ منْ حُزنِ الآخَرينْ
أحْرَقوا أحْزانَهُمْ 
ووَضَعوها إلى جانِب 
أحاسيسي التي
كَوّمتُها في الحَديقَةْ
تركوا الرّمادَ وصِيةً أخيرَةً
لِلصباحْ
كيْ يَنْمو
مثلَ رَغَباتِ أطفالٍ حالِمينْ
مَشْهدٌ يَتَكرّرْ
كلّ صَباحْ
ويَنْتَهي عَلى سُخْريَةٍ أحْملها
وأغادِرْ
أنْدَهشُ:
كيفَ تَعَلمتُ
أنْ أكونَ رديئةً إلى هَذا الحَدْ!