الاثنين، 24 أكتوبر 2011

بين الحلم والحلم








لمساءاتك حزن
أيها الغامض
مكوم في المنتهى
تحرض كواكب المجرات
أَن تَسْكب عُتمتك فينا
نكسنا بيارق الرّوح
وأشعلنا قناديل الصلاة
جعلنا شواطئنا
أقمنا للشجر
بيوتا
في ضوضاء
المسافات المنهكة

***

بين الحلم والحلم
و في صدر الوجع
زرعنا حقولنا
تيناً مقدّساً
حلّقنا
في صوامع الإعصار نارا
فانبثق
جدار بيننا

***

وحدها كانت قصائد الأنبياءْ
تقلم أظافر الرعاع
وأنت السيد الذي يقدّم الصَّمْت لنا
في كُؤوسٍ مُتْرَعَةٍ بِأَحْزانِ الحُبّْ
موصَدَةٌ أبْوابُ النَّخْلِ المُؤَدِّيةِ
لِأَعْماقِ النّدى
ومَفْتوحَةً جَحيمُها السَّماءْ

***

فانتظر سبل الرّيحْ
وأناجيل الأسْرار المذبوحة على معابد أحزاننا
فلن نغزل غير هذا الموت؟
هو لَنا ونحن لفتات اليباب
أشْرعة تمتطيها الرّيحْ
وتنسى أنَّنا للْخلود حلما مزروعا
عند أقدام الترابْ

***

هكذا لاحت أقْواسَ الفردوس
 تَلاشينا....تلاشينا
في العناءات دون جدوى
نسيَتْ ....المسافات أن تنقش أسْماءنا
على الموج
على الريحْ
تلك مأساة المنامات
وتراجيديا آلهة
خذلتنا بهذيانها
فاعتنقنا شقوق الجرح
وأسلمنا أقداحنا للنبيذ
فكانت السكرة الكبرى
والثمالات شعائرنا الجديدة
فلن ندخل حدائِق اللذة بلا خدر؟


***

أَوهامنا يا صَديقي كَثيرَةٌ
وَأحْزان السماء
لا تلقي بأيدينا ومضا
احترقت أصابعنا .....وتهافتت
تهافتت قصائد العتهاء على جلد حلمنا
واكْتفينا بالاندثار
لَم نحرّك قلبنا للرّيحْ
لتأخذنا هناك حيث
لا أَسماء
لا موت
ولا خطيئة تقتل الأحلام والملامح

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011


أوريكة

قمر يسرق من ثغر جبالك أغنيته الجذلى، يحرض النجوم كي تمنحك عبقها ويرحل الماء للماء، في كفك تنبت تيميجّا، وتلامس الريح خدك بأصابع الأشجار، تهدر طاحونة المرأة الصلبة بالعناء التليد، و بنشيد شفيف يغرز أنامله في ذاكرتي الأمازيغية. تبتدئ الحكاية الأزلية بين روحي و قامتك الممتدة إلى عنق السماء منذ الدهشة الأولى، تداعب سكون الهواء...تقول لمرايا الكون دثريني برموشك كي تهتدي الفراشات إلى ظلي، وتبوح نُتّة الحجر للحجر بلمسة الماء الشهية، زغردي يا بيوت الطين الملقاة على خاصرة الجبل، لاتشبهك الأمكنة، الماء، شجر السرو والدفلى وطينك وشموا صدري برائحة عتيقة وهمسوا لي ذات أمسيات رائقات بسرّانيتك. ثم أجهش الجبل يسرد الشوق..